الثلاثاء، 15 فبراير 2011

سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه وارضاه

 

عن عمر بن الخطاب فى قصة ذكرها قال: فقال عمر: والله لليلة من أبى بكر ويوم خير من عمر عمر، هل لك أن أحدثك بليلته ويومه؟ قال: قلت نعم، يا أمير المؤمنين قال: أما ليلته فلما خرج رسول الله هاربا من أهل مكة خرج ليلا فتبعه أبو بكر، فجعل يمشى مرة أمامه، ومرة خلفه، ومرة عن يمينه، ومرة عن يساره، فقال له رسول الله : (ما هذا يا أبا بكر؟ ما أعرف هذا من فعلك؟) قال: يا رسول الله، أذكر الرصد فأكون أمامك، وأذكر الطلب فأكون خلفك، ومرة عن يمينك ومرة عن يسارك، لا آمن عليك قال: فمشى رسول الله ليلته على أطراف أصابعه حتى حفيت رجلاه، فلما رآه أبو بكر أنها قد حفيت حمله على كاهله، وجعل يشتد به حتى أتى به فم الغار،غار ثور فأنزله، ثم قال: والذى بعثك بالحق لا تدخله حتى أدخله، فإن كان فيه شيئ نزل بى قبلك، فدخل فلم ير شيئا، فحمله فأدخله، وكان فى الغار خرق فيه حيات وأفاع، فخشى أبو بكر أن يخرج منهن شيئ يؤذى رسول الله فألقمه قدمه فجعلن يضربنه ويلسعنه: الحيات والأفاعى، وجعلت دموعه تنحدر ورسول الله يقول له: (يا أبا بكر لا تحزن، إن الله معنا)، فأنزل الله سكينته وطمأنينته لأبى بكر، فهذه ليلته. وأما يومه فلما توفى رسول الله وارتدت العرب، فقال بعضهم: نصلى ولا نزكى، وقال بعضهم: لا نصلى ولا نزكى، فأتيته ولا آلوه نصحا، فقلت: يا خليفة رسول الله، تألف الناس وارفق بهم، فقال: جبار فى الجاهلية خوار فى الإسلام، فبماذا أتألفهم أبشعر مفتعل أو بشعر مفترى؟ قبض النبى وارتفع الوحى، فوالله لو منعونى عقالا مما كانوا يعطون رسول الله لقاتلتهم عليه. قال: فقاتلنا معه فكان والله رشيد الأمر فهذا يومه.

هذا هو أمير المؤمنين سيدنا عمر يمدح سينا أبو بكر بما يعجز هو أن يدركه فلله در القائل:

من كان فى هذا المقام يرى معى     صديق ذاك النور فوق الحاجب

وعن أبى الدرداء قال: كان بين أبى بكر وعمر محاورة فأغضب أبو بكر عمر فانصرف عنه مغضبا، فاتبعه أبو بكر يسأله أن يستغفر له فلم يفعل حتى أغلق بابه فى وجهه، وأقبل أبو بكر إلى رسول الله، قال أبو الدرداء ونحن عنده فقال رسول الله: (أما صاحبكم هذا فقد غامر) قال وندم عمر على ما كان منه، فأقبل حتى سلم وجلس إلى رسول الله، فقص على رسول الله الخبر، قال أبو الدرداء فغضب رسول الله ، وجعل أبو بكر يقول: يا رسول الله لأنا كنت أظلم، قال فقال رسول الله: (هل أنتم تاركون لى صاحبى، إنى قلت يا أيها الناس إنى رسول الله إليكم جميعا فقلتم كذبت، فقال أبو بكر صدقت)، وفى رواية البخارى: فجعل النبى يتمعر وجهه حتى أشفق أبو بكر فجثا على ركبتيه فقال: يا رسول الله أنا كنت أظلم. مرتين، فقال النبى: (إن الله عز وجل بعثنى إليكم فقلتم كذبت وقال أبو بكر صدقت وواسانى بنفسه وماله فهل أنتم تاركو لى صاحبى) مرتين، فما أوذى بعدها ، فانظر كيف حرص سيدنا أبو بكر على استرضاء سيدنا عمر ، وكيف كان سيدنا عمر هو الذى ذهب إلى رسول الله ليعترف له بخطأه فى حق أخيه لأنه لم يقبل اعتذاره ، وكيف كان سيدنا أبو بكر حريصا على إيثار سيدنا عمر على نفسه بقوله "لأنا كنت أظلم"، وكيف مدح الرسول صديقيه وكرمه وحفظ له حقه على سائر الصحابة.

الفاتح 043وعن على قال بينما أنا عند النبى إذ أقبل أبو بكر وعمر فقال هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين ليس النبيين والمرسلين، يا على لا تخبرهما).

وعن أنس قال صلى رسول الله بأصحابه الصبح يوما ثم أقبل عليهم فقال: (أيكم أصبح صائما اليوم) قال عمر: بت يا رسول الله وأنا ناوى الإفطار فأنا مفطر. قال أبو بكر: بت يا رسول الله وأنا أنوى الصوم فأنا صائم. ثم قال: (فأيكم عاد مريضا اليوم) فقال عمر: يا رسول الله صلينا معك الغداة فلم نبرح. قال أبو بكر: أخبرت بالأمس أن أخى عبد الرحمن بن عوف وجع فمررت به قبل الصلاة فعدته. قال: (فأيكم أطعم مسكينا) قال عمر: صلينا معك الغداة ثم لم نبرح. قال أبو بكر: خرجت من عند عبد الرحمن بن عوف فوجدت مع عبد الرحمن أو عبد الله بن أبى بكر كسرة خبز شعير فأخذتها فأطعمتها مسكينا. قال: (أنت يا أبا بكر فأبشر بالجنة) قال: فتنفس عمر نفسا رفع به صوته، قال فقال له رسول الله كلمة رضيها، قال ثم قال: (إن عمر يقول لم أسابق أبا بكر إلى خير إلا سبقنى). فانظر معى؛ هل ترى أن رسول الله إنما سأل أصحابه ليوضح لهم فضل صاحبهم أبى بكر وكيف كان سباق بكل خير.

45449_146609415371252_100000665837044_273715_4016960_n

وعن زيد بن أسلم عن أبيه قال سمعت عمر يقول: أمرنا رسول الله أن نتصدق ووافق ذلك مالا عندى فقلت اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما، فجئت بنصف مالى، فقال رسول الله: (ما أبقيت لأهلك) قلت: مثله، وأتى أبو بكر بكل ما عنده فقال له رسول الله: (يا أبا بكر ما أبقيت لأهلك) قال: أبقيت لهم الله ورسوله. فقلت لا أسابقك إلى شيئ أبدا.

وعن ابن عباس أن رسول الله قال لأبى بكر وعمر: (ألا أخبركما بمثلكما فى الملائكة ومثلكما فى الأنبياء، مثلك يا أبا بكر فى الملائكة مثل ميكائيل ينزل بالرحمة، ومثلك فى الأنبياء مثل إبراهيم قال: "فمن تبعنى فإنه منى ومن عصانى فإنك غفور رحيم" إبراهيم 36، ومثلك يا عمر فى الملائكة مثل جبريل ينزل بالشدة والبأس والنقمة على أعداء الله، ومثلك فى الأنبياء كمثل نوح قال: "رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا" نوح 26.

وعن أبى موسى الأشعرى قال: قال على بن أبى طالب: ألا أخبركم بخير الناس بعد رسول الله أبو بكر ثم بعد أبى بكر عمر ولو شئت أخبرتكم بالثالث لفعلت. وكان يريد بذلك عثمان ولكن ذلك كان قبل خلافته .29144916

وعن علقمة بن قيس قال: خطبنا على على هذا المنبر فحمد الله وأثنى عليه وذكر ما شاء الله أن يذكر ثم قال: ألا إنه بلغنى أن ناسا فضلونى على أبى بكر وعمر، ولو كنت تقدمت فى ذلك لعاقبت فيه، ولكنى أكره العقوبة قبل التقدم، ومن قال شيئا من ذلك فهو مفتر، عليه ما على المفترى، إن خير الناس بعد رسول الله أبو بكر ثم عمر ثم أحدثنا بعدهم أحداثا يقضى الله فيها ما أحبه. ولم يذكر زمن عثمان كأنه لم يحب ذكر الفتنة التى حدثت ولامه بعض المسلمين عليها وإن كان هو من دافع عن سيدنا عثمان وكان ولداه الحسن والحسين يحرسان بابه جميعا، ولكن أراد الله له الشهادة فطلع قاتله المشؤم على الجدار ونفذ إليه. وذلك لأن سيدنا على يعلم حديث أبى هريرة الذى يقول فيه: أن رسول الله بايع أعرابيا بقلوص إلى أجل فقال: يا رسول الله إن عجلت بك منيتك فمن يقضينى. قال: (أبو بكر) قال: فإن عجلت بأبى بكر منيته فمن يقضينى. قال: (عمر) قال: فإن عجلت بعمر منيته فمن يقضينى. قال: (عثمان) قال: فإن عجلت بعثمان منيته فمن يقضينى. قال: (إن استطعت أن تموت فمت). ولا يخفى علينا أن رسول الله إنما أراد بذلك أن عمر الأعرابى لن يطول إلى زمن سيدنا على .30012851

يقول سيدنا أبو بكر : كنا فى الهجرة وأنا عطش -شديد العطش- فجئت بمذقة لبن فناولتها للرسول ، وقلت له: اشرب يا رسول الله، يقول أبو بكر: فشرب النبى حتى ارتويت !! وسأل النبى أبو بكر عما حبب إليه من الدنيا فقال:حبب إلى من الدنيا ثلاث؛ نظرى إليك وجلوسى بين يديك وإنفاق مالى عليك.

فرضى الله عن الصديق الحبيب المحبوب وأرضاه وأرضانا به أجمعين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق